باسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين

لا يمكنني أن أقدم هذه الكلمة دون الوقوف على ما جاء في الرسالة الملكية السامية التي اخترنا أن نستهل بها هذا الإصدار وذلك اعتبارا لما تحمله هذه الكلمة الكريمة من الدلالات والتوجيهات وتشكل بذلك سراجا يضيء ويوضح منهجية العمل الجمعوي قصد بلوغ الأهداف النبيلة كما جاء في المنطوق الملكي السامي.

إن العمل لا يمكن الحكم عليه إلا من خلال القيام بوقفة تأملية لتقييم ما تم إنجازه والوقوف على حصيلة نتائج المبادرات التي تم القيام بها وهذا ما سيفتح باب النقاش وتبادل الرأي من أجل تطوير أساليب العمل بصفة عامة وعمل لجن الجمعية بصفة خاصة، وهذا يتطلب انخراط كل الأعضاء الفاعلين من أجل تحقيق هذا المبتغى. ولعل هذا الإصدار الذي يشتمل على حصيلة الأنشطة التي قام بها مكتب جمعية فاس سايس بفاس، خلال الفترة الممتدة بين 24 نونبر 2012 إلى 11 مارس 2023 وذلك من أجل الاطلاع على هذه الأنشطة وطبيعتها وتوقيتها الزمني، ليتسنى للمطلع إبداء وجهات النظر بهدف تجاوز كل المآخذات التي يمكن أن تشوب بعض الأنشطة.

وقد أردناه إصدارا بمثابة وثيقة، تدون لإنجازات الجمعية طيلة الفترة المذكورة، وتسلط الضوء على كل المبادرات الاجتماعية والإنسانية التي واصلت الجمعية تنظيمها، وتتطرق إلى مجموع الندوات العلمية والتظاهرات الفنية التي نظمتها أو شاركت الجمعية في تنظيمها، وكل المبادرات الجديدة التي رأت النور في ظل انتداب المكتب الحالي.

وقد نهجنا في ترتيب مادة هذا الإصدار المنهج الكرونولوجي حتى يتمكن القارئ من الوقوف على استمرارية وكثافة الأنشطة التي تقوم بها الجمعية على مدار السنة، وتسلسلها وتنوعها، والتعرف على المواسم الثقافية الثابتة التي تعكس بجلاء انفتاح الجمعية على محيطها الخارجي، وانخراطها في مواكبة ومسايرة التحولات العميقة التي يشهدها مجتمعنا الحديث.

أتمنى أن يكون النجاح قد حالف الجمعية في تنفيذ برامجها السنوية المتجددة، وفي تفعيل علاقات التعاون والشراكة التي تجمعها مع مجموعة من الفاعلين المحليين والوطنيين والدوليين، وفي تحقيق مشاريعها التنموية في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى الخصوص أتمنى أن تكون الجمعية قد كانت موفقة في وفائها لأهدافها التي تتوخى الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي لمدينة فاس، وترسيخ وإشاعة القيم الإنسانية النبيلة الهادفة إلى إسعاد الإنسان بصفة عامة، وصون كرامته والارتقاء به.

يسعدني بهذه المناسبة أن أتقدم باسمي واسم كافة أعضاء الجمعية، بعبارات التقدير والاحترام، والشكر الجزيل، للسيد محمد القباج الرئيس الوطني للجمعية، على تشجيعه المتواصل، ومساعدته الدائمة، ودعمه اللامشروط، ونصائحه القيمة وتوجيهاته السديدة التي أسداها لمكتب الجمعية بفاس.

والشكر موصول إلى كافة الأعضاء والشركاء، وكل المؤسسات العمومية، والهيئات المنتخبة، وجمعيات المجتمع المدني، التي تجاوبت تلقائيا وإيجابيا مع برامج الجمعية، وقدمت دعمها المادي والمعنوي لإنجاح مختلف التظاهرات. وتحية خاصة لوسائل الإعلام السمعية والمرئية والمكتوبة التي واكبت أنشطتنا وعرفت ببرامج الجمعية وأهدافها.

السيد رئيس مكتب جمعية فاس سايس
الحسن سليغوة