عرف فضاء المقهى الأدبي الكائن برحاب جمعية فاس سايس يوم الجمعة 24 يناير 2014 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال تظاهرة تربوية كبيرة حضرتها فعاليات جمعوية وتربوية وإدارية وازنة. وقد طبع هذا اللقاء المبارك حرارة الاستقبال وجدية العلاقات التواصلية مع الضيوف الكرام التي عبر عنها بكل تلقائية الأخوات والإخوان أعضاء مكتب الجمعية إضافة إلى حضور أكثر من 70 مستفيدا ومستفيدة من برنامج التربية غير النظامية مرفوقين بمؤطراتهم اللائي ساهمن بشكل وافر في استقبال المدعوين وتنشيط المقر وذلك بتقديم قراءات شعرية وأناشيد تربوية باللغتين العربية والفرنسية.

بمجرد أن غصت قاعة المقهى الأدبي بالحاضرين افتتح الحفل بالاستماع إلى تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها تباعا تلميذ وتلميذة من أقسام التربية غير النظامية.

بعد هذا الافتتاح استهل السيد فوسحي محمد رئيس لجنة التربية والتكوين والمشرف على برنامج التربية كلمته بعبارات الترحاب والشكر والامتنان لكل الحاضرين قبل أن يعطي الكلمة للسيدة بناني فاطمة الكاتبة العامة للجمعية بصفتها الرئيسة الحالية لنادي الروطاري الدولي للنساء بفاس Les Innerwheels.

السيدة بناني بدورها تناولت الكلمة مركزة تدخلها على المراحل والحقب التي عرفها النادي منذ تأسيسه عبر دول ومدن العالم والأهداف والغايات التي يعمل على تحقيقها من خلال المشاريع والمنجزات التي تروم التخفيف من حدة الأمية والهدر المدرسي وكذا البطالة والفقر والتهميش خدمة للفئات الاجتماعية المعوزة التي تحتاج إلى دعم مادي وتربوي وصحي ولوجيستيكي يخول لها القدرة على الاندماج في النسيج المجتمعي بشكل مسؤول وبناء و يضمن لها حياة كريمة.

أعقب كلمة السيدة الكاتبة العامة تدخل السيد فوسحي محمد الذي أسهب في الترحيب بالضيوف معبرا لهم في نفس الوقت عن جزيل شكره وخالص امتنانه باسم مكتب جمعية فاس سايس، وقد خص بالذكر السيدة مديرة المركز الجهوي لمحو الأمية والارتقاء ببرنامج التربية غير النظامية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس بولمان، والسادة ممثلي نيابة وزارة التربية الوطنية بفاس وبعض المفتشين المكلفين بتأطير منشطي ومنشطات البرنامج وبعض مديري المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية التأهيلية، وكذا السيدات أعضاء نادي الروطاري الدولي للنساء بفاس.

السيدة فاطمة بناني والسيدة محمد فوسحي أثناء التوزيع
صورة تذكارية تضم أعضاء الجمعية وأعضاء الروتاري والأطفال المستفيدون من العملية

وفي هذا السياق توجه السيد فوسحي إلى جميع الحاضرين ليتقدم لهم باعتذار السيد الرئيس عن غيابه غير المرتقب والخارج عن إرادته موضحا للحضور الكريم أن السيد الرئيس أكد على حضوره الفعلي لهاته التظاهرة المتميزة من خلال الاستعدادات القبلية ولكن ظروف طارئة حالت دون تواجده بأرض الوطن، وفي حديثه عن البرنامج الذي يشرف عليه أوضح السيد فوسحي أن برنامج الفرصة الثانية هو عبارة عن ورش كبير دأبت الجمعية على الانخراط فيه بشكل ملتزم ومنتظم منذ سنة 1997.

وفي هذا الصدد سلط السيد المشرف الأضواء على كينونة البرنامج وخصوصياته مركزا على النقط التالية :

  • أهداف وغايات البرنامج وتتجلى أساسا في :
  • القضاء التدريجي على آفة الأمية والانقطاع المدرسي المبكر.
  • استقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال اليافعين المنتمين إلى الفئة العمرية ما بين 9 و 15 سنة.

ج- السعي إلى وضع استراتيجية محكمة ومتكاملة قصد تأهيل المستفيدين من البرنامج لولوج أحد المسالك التالية :

  • إدماج أكبر نسبة ممكنة من التلاميذ بأقسام التعليم النظامي.
  • العمل على إلحاق نسبة معينة من المستفيدين بمؤسسات التكوين المهني.
  • إيلاء أهمية خاصة لإدماج فئة معينة من المتعلمين في نسيج الحياة العملية وسوق الشغل.
  • المقاربات الميدانية والنتائج المسجلة وتتمثل في :
  • إقناع أسر وعائلات الأطفال غير الممدرسين من أجل الانخراط في برنامج الفرصة الثانية قصد إشراكهم في استئصال براثن الجهل والأمية.
  • إعمال جميع وسائل التحفيز المادية والمعنوية بغية ضمان تشجيع التمدرس والمواظبة على حضور الدروس.
  • مواصلة التعاون مع مصالح الوزارة الوصية والمنظمات غير الحكومية من أجل إرساء مقاربات تشاركية تضمن الارتقاء بالبرنامج وتحقيق أهدافه.
  • الحرص على تتبع أداء المنشطين العاملين في إطار البرنامج وصقل مهاراتهم وقدراتهم طبقا للمقررات والمناهج المعتمدة رسميا.
  • السعي إلى إدماج أكبر عدد من المستفيدين بالمدارس العمومية، وبهذه المناسبة سجل السيد فوسحي محمد أن الجمعية أدمجت عند نهاية الموسم الفارط 2012-2013، 49 تلميذا من أصل 110 وأشار في نفس الوقت أن معدل الإدماج خلال العشرية الأخيرة أي من 2003 إلى 2013 بلغ 44.40 مدمجا، الشيء الذي يشرف الإنجاز المتميز الذي دأبت الجمعية على تحقيقه.

من أجل تواصل أنجع مع بعض الضيوف المفرنسين أو الناطقين بالفرنسية أبى السيد فوسحي إلا أن يلقي كلمة مقتضبة باللغة الفرنسية جدد من خلالها الشكر والامتنان لنادي الروطاري الدولي للنساء مبرزا الأهداف النبيلة التي تجمع بين الطرفين والتي تضع نصب أعينها خدمة الآخر ومده بالدعم الضروري قصد تأهيله وضمان رد اعتباره.

وبعد تجديد تقديم عبارات الشكر والتقدير باسم السيد رئيس الجمعية لكل من شرف بحضوره هذا الحفل المتميز تم الانتقال مباشرة إلى مراسيم عملية توزيع اللوازم المدرسية التي أصبحت بفضل تلقائية وعفوية جميع الحاضرين  عبارة عن عرس حميمي ينم عن نبل الأخلاق العالية التي تترجم إلى طاقات متوقدة خدمة لتربية وتعليم وتأهيل نساء ورجال الغد.

وفي هذا السياق أشرف كل من السيدة الكاتبة العامة للجمعية ورئيسة نادي الروطاري للنساء بفاس والسيد فوسحي محمد نائب الكاتبة العامة ورئيس لجنة التربية والتكوين بتعاون مع السيدات والسادة الحاضرين على توزيع اللوازم والأدوات المدرسية التي مولها نادي الروطاري وهي عبارة عن :

  • 110 محفظة بجميع لوازمها.
  • أدوات تعليمية لفائدة 5 منشطات.
  • 5 علب ألعاب تربوية وترفيهية.
  • 5 حواسب بجميع مكوناتها الرئيسية.

بعد تسليم الأدوات والمعدات لأصحابها في جو بهيج دعي الجميع لحفل شاي كان مناسبة أخرى لتبادل الآراء وربط الاتصال بين بعض رؤساء المؤسسات وأعضاء نادي الروطاري والمسؤولين الرسميين من أجل الارتقاء بمثل هذا العمل الاجتماعي إلى درجة أعلى تستجيب إلى طموحات وآمال كل الشركاء.