نظمت جمعية فاس سايس بشراكة مع مركز جنوب شمال لحوار الثقافات ومؤسسة روح فاس وبتعاون مع مؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الدورة العاشرة لمهرجان فاس للثقافة الأمازيغية أيام 5-6-7 شتنبر 2014 بفاس في موضوع : “تداخل الثقافتين الأمازيغية والحسانية وعلاقتهما بثقافات إفريقيا جنوب الصحراء”.
ولاشك أن أهم ما ميز هذه التظاهرة في جانبها الأكاديمي والفكري بقاعة المؤتمرات هو التركيز على حضور الثقافة الأمازيغية في الصحراء المغربية عبر التاريخ. وقد شارك في هذه الندوة العلمية 30 محاضرا وكاتبا من العيار الثقيل كــجان ماري سيمون والمعطي قبال من فرنسا و فان دير باول وياسمينة الحداد من هولندا ومحند تيلماتين من اسبانيا وكيث مارتن من الولايات المتحدة وغيرهم، وكانت بمثابة حلقة مميزة سلطت الضوء على الأثر الإيجابي للتلاقح الثقافي الأمازيغي-الحساني على الوحدة الترابية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما تم في افتتاح المهرجان تكريم الكاتبة المبدعة الأستاذة غيثة الخياط المثقفة المتعددة المواهب والاهتمامات، فهي أديبة وشاعرة وصحافية وفنانة تشكيلية وطبيبة أطفال واختصاصية الطب النفسي وباحثة اجتماعية، وكذا الباحث المبرز البروفسور مايكل بيرون المتخصص في الثقافة الأمازيغية وكاتب في مجال السياحة بالمغرب.
وأكد المشاركون في هذا المهرجان، الذي ساهم في إثارة مواضيع هامة سواء على المستوى الوطني أو الدولي المتعلقة بالهوية وبالهجرة وبالتعدد الثقافي، على أهمية تقوية التعاون والتبادل مع باقي الدول الإفريقية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والتربوية.
كما شارك في هذه الدورة في الجانب الموسيقي عدة مجموعات بفضاء باب المكينة ضمت في مجملها حوالي 80 موسيقيا تمثل مختلف المناطق المغربية ودول أجنبية كإسبانيا وبلجيكا وتم تكريم شخصيات فنية متميزة : حميد القصري من مراكش، ورابح ماريواري من الريف، ورشيدة طلال من العيون، وذلك اعترافا بمواهبهم الفنية، وإسهاماتهم الهامة في مجال الفن والأدب.
كما تضمن المهرجان عروضا متميزة للمنشورات والكتب واللوحات الفنية والزربية الأمازيغية ومنتوجات الصناعة التقليدية، وتم عرض شريط سينمائي للمخرجة الكندية ناطالي فاف حول موضوع الهوية الإفريقية ، بالإضافة إلى ورشات حول حرف تيفيناغ وحول أنواع الموسيقي التقليدية والحكاية الشعبية.
ولقد توجت هذه الندوة بالتوصيات التالية :
1) تشجيع البحث في علاقة الأمازيغية بالحسانية والحفاظ والعناية بهذا التراث المشترك.
2) إعادة كتابة التاريخ والاهتمام بالبعد الأمازيغي والحساني.
3) إدراج تاريخ الأقاليم الجنوبية وإفريقيا جنوب الصحراء في المناهج الدراسية.
4) تشكيل فرق عمل وبحث تشتغل من خلال ندوات ومنتديات مشتركة لتوثيق الذاكرة المشتركة بين الثقافة الأمازيغية والحسانية وثقافات جنوب الصحراء.
5) استخلاص أهم المصادر والمراجع حول الأمازيغية والحسانية والعمل على التعريف بها وذلك بنقلها وترجمتها إلى الأمازيغية والعربية واللغات الأجنبية.
6) صيانة التراث المادي وغير المادي للمكونين الأمازيغي والحساني.
7) تشجيع الحوار لتوطيد أواصر التعاون بين المغرب وبلدان القارة الإفريقية الواعدة بمواردها البشرية الشابة، والغنية بثرواتها الطبيعية.