تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نظمت كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بشراكة مع جمعية فاس سايس المؤتمر الدولي العاشر لفاس حول تاريخ الطب في موضوع “التراث الطبي العربي المخطوط : بين الإحياء والدراسة، والممارسة المهنية” أيام 26-27-28 أكتوبر 2022.

خصصت جلسة صباح اليوم الأول لمحور العلوم الطبية ومؤسساتها في التراث. وهكذا تناول د. خلاف من المغرب موضوع “المعادن الطبية في المخطوطات المغربية”.

ومن جهته قدم د. بلال الداهية عرضا عن مخطوطات عبد الواحد بن دلاج المغربي، وابن جاني الأندلسي. والعرض الذي نال قسطا كبيرا من التفاعل والنقاش هو “الأرجوزة في المخطوط الطبي العربي : الأدواء العارضة في الوجه، وما يتعلق منها بطب العيون من خلال مخطوط ابن طفيل” من تقديم د. عمر مستعين من المغرب؛ حيث فصل في طب العيون في الحضارة الإسلامية، والمياه البيضاء (شفط الساد الطري=الجلالة) وعلاج الرمد الحبيبي، وعلاج الدمعة وأقسامها – توسع حدقة العين – الحول والاعوجاج. وخلص إلى أن هناك علاجات لا يزال أساسها قائما في الوقت الحالي. بعده تناول د. مرزوك “المخطوطات العربية في طب الأطفال”.

وقدمت د. سهام بلغيثي علوي *عبقري الصيدلة وعلم النبات ابن البيطار*. من جانبه استعرض د. حميد لحمر أهمية خوارج النص في المخطوط التراثي العربي، وكيفية التعامل معه، واختتمت الجلسة بمداخلة د.عز الدين غازي من المغرب “التعرف الآلي على أحرف المخطوطات الطبية”.

الجلسة الرسمية

حضر أشغال الجلسة الرسمية من مكتب جمعية فاس سايس بفاس السادة والسيدات: حسن سليغوة، محمد شباب، محمد التاجموعتي، محمد برادة الغماز، محمد عموري، يونس العلمي، أمينة مجدوب ومريم مومني.
افتتح الجلسة مساء اليوم الأول السيد رئيس جامعة محمد بن عبد الله الذي عبر عن اعتزاز كبير، وفرحة عارمة بوجوده مع نخبة راقية في المؤتمر العاشر؛ وحيى المشرفين عليه، واهتمامهم بالموروث الطبي العربي لإظهار الجوانب المضيئة في الحضارة الإسلامية، وهنأ الجامعة على هذا المشروع، والتزامها على تنظيمه حتى وصوله للنسخة العاشرة، والتي نالت عدة نسخ منها الرعاية السامية.

وبدوره عبر السيد عميد كلية الطب والصيدلة عن سروره، واعتزازه بهذه الدورة التي تنظم تحت الرعاية السامية، كما شكر كل الحاضرين، وكل رؤساء الجامعات، واللجنة التنظيمية التي تعمل على الارتقاء بهذا المؤتمر إلى درجات أعلى.

بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي حول منجزات الكلية فيما يخص المؤتمرات السابقة.

وجاء في كلمة ممثلة عمدة فاس : فاس عبق التاريخ، فاس وثيقة الاستقلال، نشد على أيديكم، وسنسهم معكم في تطوير المدينة، وأهم قطاع لقاطرة التقدم هو القطاع الفكري والعلمي، ونحن معكم لإثراء البحث العلمي الذي هو أساس تقدم المجتمعات.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية نوه السيد حسن سليغوة رئيس مكتب جمعية فاس سايس بفاس بهذا المؤتمر، مبرزا أنه أصبح علامة بارزة في المؤتمرات، وقال : نحن في الجمعية نعتز بشراكتنا، وذلك لما نتقاسمه من أهداف، وغيرة على هذا الوطن. فنحن في سفينة واحدة من أجل المضي سويا للنهوض بالموروث العلمي، والشكر لكلية الطب على مجهودهم الثقافي والعلمي، وقد حققوا هذا التطور بتلاحم أعضائهم. وباسم أعضاء جمعية فاس سايس أرجو لكم كامل التوفيق والنجاح.

هذا وتم عرض شريط فيديو تم تصويره في الشارع حول *مفهوم المخطوط* حيث تبين أن الطلبة الذين تم استجوابهم يجهلون معنى المخطوط.

ومن جهته نوه السيد مدير معهد المخطوطات العربية بهذا المؤتمر، وقال : نثمن هذا الاهتمام الذي تقوم به كلية الطب والصيدلة؛ ويعتبر برنامج المؤتمر فرصة للنقاش بين مفهرسين، ومؤرخين، وباحثين، وأرجو أن يتمخض عن توصيات هامة.

أما ممثل السعودية (مؤسسة المداد للتراث) فقد عبر عن سروره بتواجده في فاس مهد التراث والحضارة، والكنز العامر بمواقع التراث والإشعاع، هذه المدينة التي تحتضن جامع القرويين، وخرجت منها أول إجازة في الطب، ويسعدنا أن نساهم بمجموعة من المخطوطات التي تكون في خدمة الطب عبر التاريخ.

بعد كلمات الجهات الرسمية والمنظمة ألقى د. أحمد شوقي بنبين المحاضرة الافتتاحية تمحورت حول الإجابة على الأسئلة الآتية : ما الفرق بين الكتاب المطبوع والمخطوط ؟ كيف يكون التحقيق في المخطوط ؟ ما هي صعوباته ؟ وكيف نمارسه ؟ وما هي شروط ممارسته ؟ ومن هم المؤهلون للقيام بالتحقيق في المخطوط ؟
وقام المؤتمرون بجولة في معرض المخطوطات الطبية التراثية الموجود بالكلية.

أما بالنسبة لليوم الثاني فقد تم تنظيم أعماله بمقر جمعية فاس سايس. وكان موضوع الجلسة الصباحية : “دراسات بيبلوغرافية وتعريفية” شارك فيها مجموعة من المتدخلين منهم : د. محمود سالم من مصر الذي خصص مداخلته للحديث عن التحقيق الذي قام به في مخطوطات طبية عربية بجامعة نابولي بإيطاليا، وفي الختام أوصى بتكوين جيل من المؤهلين لدراسة المخطوطات. أما د. سعد الصقلي من المغرب فقد قدم التحقيق الذي قام به في مخطوط *التصريف لمن عجز عن التأليف* حول (الفصول المتعلقة بجراحة الفم والفكين). حيث كانت مداخلته شاملة وغنية بتفاصيل حديثة.

أما مداخلة د. البشير بن جلون فقد تمحورت حول “تشغيل النصوص في الدرس الطبي المعاصر” تحدث فيها عن تجربته الخاصة حول تدريسه للجراحة، والعلاج، وأخلاقيات مهنة الطب.
وختمت الجلسة بتوزيع جائزة سيدي محمد بن عبد الله في الأرجوزة الطبية، وقد حصل عليها ثلاثة طلبة بكلية الطب والصيدلة.
بعد هذا الزخم العلمي والفكري نظمت جولة سياحية للمؤتمرين للمدينة العتيقة، وزيارة جامع القرويين للتعرف على المخطوطات النادرة التي تزخر بها هذه المؤسسة العريقة.

أما اليوم الثالث والأخير فقد خصصت جلسته الصباحية لمحور “نماذج تطبيقية لمؤسسات في تحقيق النص الطبي”. ومن المشاركين د. فائزة البوكيلي من المغرب حول موضوع “أهمية تحقيق مخطوط الكليات في الطب لإبن رشد” من خلال دراسة محمد عابد الجابري. كما ساهمت د. سماح سعيد من السعودية بمداخلتها حول “جهود المستشرق الألماني (ألبرت ديتريش) في تحقيق المخطوطات”.

الجلسة المسائية خصصت بدورها للدراسات حول المخطوط الطبي المغربي. وشارك فيها د. آيت عدي مبارك من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حيث قدم “المخطوط الطبي الأمازيغي”.

أما الأستاذ عبد الحميد بيطاري فقد تقدم بعرضه حول “الكتاب المخطوط المسمى علامة السعادة في الأغذية المعتادة” للطبيب أبي الحسن المراكشي.
وكان مسك الختام حلسة الدكتور جلسة د. حسين الفرقان بمداخلته حول “إشكالات وقضايا الأوبئة في المخطوطات المغربية”.
وأسدل الستار على فعاليات المؤتمر العاشر بالتنويه والشكر لكل المشاركين والمشاركات من طرف رئيس لجنة التراث بكلية الطب والصيدلة، والسيد العميد على أمل التواجد في المؤتمر القادم بحول الله.

السيد حسن سليغوة، رئيس مكتب جمعية فاس سايس بفاس يلقي كلمة بالمناسبة
جانب من الجمهور الذي حضر الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر
جانب من الجمهور الذي حضر الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر صورة جماعية لكل المشاركين في المؤتمر
صورة جماعية مع جوق الطرب الأندلسي
الجلسة العلمية برئاسة الدكتور عمر صبحي بقاعة الحاج عبد الكريم الرايس بمقرجمعية فاس سايس
السادة : حسن سليغوة، عمر صبحي وعادل الإبراهيمي أثناء توزيع جائزة جامعة سيدي محمد بن عبد الله للأرجوزة الطبية بقاعة الحاج عبد الكريم الرايس بمقر جمعية فاس سايس